ولقد أثار الشاي عند ظهوره جدلا فقهيا بين العلماء فمنهم من اكتفى بالتحذير منه فقط كما هو حال "لمغن"
يولاد الناس المعولومين = = لا تفن لعمار افذ الصور
كاس الجهل امحال فالدين = = ؤكاس أتاي اعل المال اغرور
وبعضهم ذهب أبعد من بعد ذلك فحرمه بقوله
إن "الأتاي" أتت نصا كراهته = وفي الظواهر نقلا أنه حظلا
في حين ذهب آخرون إلى حليته:
إن "الأتاي" أتت نصا كراهته = من لي بذا النص فليأتي به عجلا
عدة الشاي
وللشاي عدة خاصة تسمى "أماعين"
والتي تتكون من صينية من الإستيل الفرنسي وتسمى "طابلة" وعليها كؤوس صغيرة "كيسان" ، وإبريق صغير "أبراد" وآخركبير لتسخين الماء "مغرج" وثلات حافظات صغيرة تسمى "لبْططْ " يتم وضع مكونات "أتاي " بداخلها فواحدة للـ
"الوركَ"
وهي الشاي الأخضر , وحافظة " للسكر " وأخرى "للنعناع" فالكثيرون يعتقدون
أن النكهة الأساسية لا يتذوقونها الا عند إضافته ، و وعاء صغير "مغسل" لتنظيف "الكيسان" خلال جولات الشاي الثلاث،وقطعة قماش صغيرة "زيف " تجفف بها الأواني "لماعين " للحفاظ على بريقها ولمعانها بعد كل جولة من الجولات الثلاثة.
طقوس "أتاي"
ومن
طقوس الشاي عند الموريتانيين أن يكون في جمع من الناس، وأن تطول فترة
إعداده، وأن يكون على الجمر، وهذا ما يعبرون عنه بـ"جيمات أتاي أثلاث"
اجّماع واجَّر واجّمر، وعلى "القيام" وهو الذي يقوم بإعداده أن يبدأ
بالحاضرين قبل نفسه، وقد عابوا عليه البدء بنفسه:
اتف بالقيام لا سبك راص
واتف بالسكاك ممتن تخراص
ويتباهى الموريتانيون بعشقهم لـأتاي لدرجة الوله به، ويكرسونه حتى في شعرهم، ولا يتوانون في مدحه مهما كانت الظروف، فهذا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي يقول
خليلي ما بالقلب من ألم الجوى = يداوى برشف من "أتاي" منعنع
وقل منهم من تسول له نفسه التفكير في ترك أتاي كما قال =لمغن=
اتركت الدير بالتغريش= وأتاي اعزمت اعل ترك
ما فت اعرفت آن والعيش= فترك أشلاه نشترك.
ويبقى "أتاي" وسيبقى رمزا من رموز العادات والتقاليد الأصيلة التي لا غنى للمجتمع الموريتاني عنها.
محمد الكوري /بوزومة